الدكتور مازن اللجمي
اختصاصي أمراض القلب – باريس - فرنسا
دمشق – مقابل المستشفى الإيطالي – خلف حلويات الليوان
هاتف 3331890 – 0933290180
الرياضة
إذا كنت من المتحمسين للتمارين الرياضية ،و من اللذين يمارسونها بشكل منتظم في الهواء الطلق أو الصالات الرياضية ، فهذا جيد جداً ! أما إذا كنت من أغلبية الناس اللذين لا يهتمون لذلك ، فأنت بحاجة لاكتشاف فوائدها الصحية و المسلية . يمكن للجميع تقريباً ، شباباً أو كهولاً ، الاستفادة من الرياضة بشكل أو بآخر ، بما في ذلك المصابون بأمراض مزمنة . و الرياضة مهمة جداً لمرضى القلب بشكل خاص . سوف تقرأ في هذا المقال حول الفوائد الصحية للرياضة ، و حول اختيار نوع التمارين المناسبة لك . من الأفضل مناقشة البرنامج الرياضي اللذي تختاره مع الطبيب ، قبل البدء به ، إذ يمكنه إعطاءك تعليمات مفيدة حول نوعية و شدة التمرين الأنسب لك .
لماذا الرياضة؟
الرياضة مفيدة للقلب. القلب عضلة. و كسائر العضلات يحتاج للبقاء فعالاً . يساعد التمرين المتوسط الشدة لمدة عشرين دقيقة ، ثلاث مرات في الأسبوع ، على خفض احتمال الإصابة بمرض الشرايين الإكليلية لدى أغلب الأشخاص . يساعد التمرين المنتظم على زيادة نسبة الكولسترول الجيد (HDL ) ، الذي يقوم بدوره بإزاحة الكولسترول السيء ( LDL ) من الشرايين . تؤدي زيادة نسبة الكولسترول السيء في الدم إلى تراكم الدهون على جدران الشرايين ، مما يعيق جريان الدم و قد يؤدي إلى احتشاء عضلة القلب . تساعد الرياضة أيضاً على خفض ضغط الدم . إذا كان ضغط الدم لديك مرتفعاً ، فأنت عرضة أكثر من غيرك لأمراض القلب و الحوادث الوعائية الدماغية . و يساعدك التمرين المنتظم على ضبط الضغط . كما يساعدك التمرين الرياضي على تخفيض وزنك . تزيد البدانة من احتمال حدوث أمراض القلب عن طريق زيادة ضغط الدم و نسبة الكولسترول . إن تخفيض الوزن عن طريق الترين الرياضي و الحمية يساعد على الحفاظ على قلب سليم .
الحريرات المحروقة بعد 20 دقيقة من التمرين النشاط الرياضي
السير ( خطى طبيعية ) = 80 – 140 صعود الدرج = 100 – 200 الرقص = 50 – 100 اللعب بالطابة = 60 – 140 بولينغ = 50 – 100 جز العشب = 60 – 100 تنسيق الحديقة = 100 – 180 تنظيف المنزل = 100 – 200 ركوب الدراجة ( 5.5 كم \ ساعة) = 120 – 125
هناك فوائد صحية أخرى للرياضة : تقوي الرياضة الرئتين و العضلات و تحافظ على المفاصل . إذا كنت مصاباً بداء السكري ، فإن الرياضة جزء أساسي في ضبط سكر الدم .
تساعد الرياضة على التخلص من التوتر النفسي : كل إنسان يعاني من التوتر النفسي في زمن ما . تنتج تأثيرات التوتر النفسي عن هرمون اسمه "إيبينيفرين" (إدرينالين ) ، يتم إفرازه في الدم ، و يؤدي إلى تسارع ضربات القلب و ارتفاع ضغط الدم . يتم تحريض إفراز الإيبينيفرين عندما نخاف شيئاً ما أو عندما يطلب منا أي شيء أكثر من اللازم . التعرض للتوتر النفسي بشكل عرضي ، غير ضار . أما التوتر المستمر ، فإنه يضر بالصحة . تشكل التمارين الرياضية وسيلة ناجعة لخفض التوتر النفسي ، خاصة عند ممارستها بشكل يومي .
و إليك فيما يلي بعض النصائح العملية لخفض التوتر النفسي : · نظم برنامجك اليومي · ضع أهدافاً منطقية لمهام عملك · تكيف مع المواقف المختلفة · حاول عدم مقاومة التوتر · نوع حميتك الغذائية · خصص زمناً للاسترخاء اليومي · حاول الخروج عن الروتين
اختيار الرياضة المناسبة أنواع الرياضات المسلية كثيرة ، غير أن الجهد المنتظم و المتواصل هو المفيد للقلب . يسمى هذا النوع من الرياضات بالهوائية ، و هي تشمل الجري و السباحة و قفز الحواجز و التزلج على الثلج . كما يمكن للسير و الرقص تقوية القلب ، إذا كنت تمارسها بشكل سريع و لفترات طويلة . اختر الرياضة التي تعتقد أنها تسعدك، و التي يمكن برمجتها ضمن برامجك اليومية . من المهم مناقشة برنامج تدريبك مع الطبيب قبل البدء به ، خاصة إذا كنت مصاباً بمرض قلبي أو كان عمرك أكثر من 50 سنة و كنت غير معتاد على الجهد الجسدي أو إذا كانت هناك قصة عائلية لحدوث أمراض القلب عند الشباب من أقاربك . سوف يساعدك الطبيب على اختيار و ترتيب أفضل برنامج لك .
أنت جاهز! انطلق! الآن ، و قد اخترت رياضة أو إثنتين لممارستها بعد المناقشة مع الطبيب ، أنت جاهز للبدء . إذا اتبعت النصائح التالية ، فإنك سوف تحصل على أفضل نتائج بأقل جهد ممكن :
انطلق بشكل تدرجي! قبل كل جلسة تمرين ، خصص خمس دقائق لتليين العضلات و "تحمية" الجسم . بعد انتهاء التمرين ، خصص خمس دقائق أخرى لتبريد الجسم ، بممارسة حركات متباطئة بشكل تدريجي .
أصغي إلى جسدك . من الطبيعي أن يكون هناك القليل من ضيق التنفس في بادئ الأمر . أما إذا حصلت أذية في أحد المفاصل أو تمزق عضلي ، فتوقف عن التمرين لعدة أيام ، لتتفادى تطور الإصابة . يمكن شفاء أكثر الإصابات المفصلية أو الآلام العضلية بالراحة و مسكنات الألم فقط .
انتبه لعلامات الإنذار . التمرين يقوي القلب ، غير أن بعض أنواعه يمكن لها أن تسيء لبعض الأمراض القلبية الموجودة سابقاً . من علامات الإنذار هناك الدوار المفاجئ و التعرق البارد و الشحوب و السقوط و الألم أو حس الضغط في النصف الأعلى من الجسم بعد الجهد مباشرة . إذا شعرت بأحد هذه الأعراض ، توقف عن التدريب مباشرة ، و اتصل بطبيبك .
بدء البرنامج أكثر الناس يجدون أن الرياضة جيدة جداً أول الأمر ، ثم لا يلبسون أن يجدوا أعذاراً للتوقف . إليك بعض النصائح التي تساعدك على المثابرة : اجعل التمرين الرياضي جزءاً من روتين حياتك اليومية .
حاول أن تسير كثيراً عوضاً عن قيادة السيارة أو استخدام وسائل النقل العام .
استعمل الدرج عوضاً عن المصعد .
هناك نشاطات منزلية أخرى يمكنك ممارستها مثل شفط الغبار عن السجاد و تنسيق الحديقة و كناسة المدخل . اختر رياضة تعجبك .
إذا كنت تمل السير فاختر رياضة أخرى أكثر متعة مثل الرقص أو تنسيق الحديقة . مارس عدة رياضات عوضاً عن واحدة . التنويع يبعد الملل . مارس السير مرة أو إثنتين اسبوعياً و العب التنس مع الأصدقاء في عطلة نهاية الأسبوع مثلاً .
كلمة أخيرة : تابع برنامجك الرياضي بشكل مستمر ، إلا إذا كان الطبيب هو الذي يمنعك عن ذلك لأسباب صحية . إذا كنت تشعر أن النتائج ليست سريعة كما كنت تأمل ، فلا تيأس ، و تابع برنامجك بشكل بطيء . إذا أصابك الملل ، حاول الممارسة برفقة أحد الأصدقاء ، أو استبدل الرياضة بواحدة أخرى .
|